دخلت انا وواحد صاحبي كعادتنا للمطبخ - كمحبين للمطبخ - ( في مصيف )، وكنا ابتدينا
نعمل مكرونة بوايت صوص وبرجر والذي منه........
ولعنا النار، بنسلق المكرونة، حطينا زيت
لتشويح البرجر...........
واحنا شغالين ومش واخدين بالنا، النار وصلت
لايد صاحبي وابتدت تحرق (كم) السويت شيرت، ولما حس بـ "آلم" الحرق اخد
باله وسيطرنا على الموقف.
الموقف ده اللي شوفته حسيت فيه بحاجات كتير
وخصوصا بعد حادثة فادي صاحبي هو ومراته
جيرمين ونياحتهم.
الآلم في حياتنا موجود موجود
بس ليه كدة؟!!!!!
كفاية نكد وتعب L
بس عارفين!!!
لولا الحرق والآلم كان ممكن يحصل
مصيبة واحنا في المطبخ، ولولا الآلم كان زماننا ضعنا.
طيب سمعتوا عن مرض الجذام؟!!!
عارفين هو ايه وايه مشكلته؟
باختصار الجذام بيموت الخلايا الحسية في
الأطراف، يعني بيمنع وصول الإحساس عن طريق اللمس.
يعني لو تسببنا في حرق او وخز بابرة أو..... أو
.... أو.... مريض الجذام مش هايحس بأي آلم.
لأنه ببساطة الأطراف بتبقى "ميتة".
في ناس هاتقول "إشطة حلو اوي انني ماحسش
بالآلم"، طيب واهي مضاعفات عدم الشعور بالآلم مميتة في حالة
وجود حادثة او مرض......
يعني من الأخر "الآلم"
بيبقى وسيلة دفاعية عشان ألحق نفسي بدل ما أقع في مشكلة أكبر.
واعتقد كلنا بنقابل الآلم في حياتنا يومياً
فهاتكلم عن نوع الالم بتاع النمو
حد بيعدي الشارع ومرة واحدة يلاقي قدامه عربية جاية بسرعة وهاتشيله خلاص، الادرينالين يشتغل ويضغط بضربات القلب وبوءبوء العين يتسع والواحد ياخد اجراء وقائي ودفاعي انه يبعد عنها، غير كدة العربية هاتضربه وممكن يموت، او يعيش عاجز (كأنه ميت).
واحدة ماشية في الشارع ولا راكبة مواصلات، جالها واحد يتحرش بيها وابتدى يلمسها، لولا الاحساس ده مش هاتاخد مواقف دفاعية ومانعرفش الموضوع هايتطور لفين!!!
ودلوقتي المصابين بالجذام وعندهم المقدرة مستعدين
يدفعوا ملايين عشان يرجعلهم احساس "الآلم" ده تاني.
دول مش "مازوخيين" بيتلذذوا بعذاب الذات، دول نفسهم يرجعوا يحسوا
تاني؛ لأنه ببساطة وهما عايشين بالمرض ده، هما ميتين.
تعالوا نشوف مستعمرات مرضى الجذام عاملين
ازاي، والناس المعالجين بيعاملوهم ازاي، وازاي الفئة دي مكروهة ومنبوذة من
المجتمع، واد ايه الناس بتخاف منهم.
أنا كـ "مكمك" مريت بمواقف آلم
كتير وقليل، وكلنا كدة، وكل واحد بياخد اللي ينميه وبيبقى فرصة كبيرة فعلاً للنمو.
غير كدة ممكن نخش في مشاكل ممكن مانبقاش حاسيين بيها.
أولاً أحب أعتذر لأي حد تسببتله في آلم،
ان كان بقصد أو غير قصد.
ثانياً لكل من تسببلي في آلم – ربنا يسامحكم
– لأن مع الأسف مش الكل قادر أسامحه، لسة محتاج "طاقة غفران" كبيرة عشان
اتغلب على المشاعر السلبية اللي جوايا.
بس الناس المتسببين في آلمي حتى دول
باشكرهم لأنهم كانوا فرصة لنموي، وفتحوا عيوني على حاجات ماكونتش شايفها عموماً وفيهم،
كويس انني شوفتها أخيراً عشان أتعلم وأخد حذري من الكل بعدين، وماقعش في مصيبة أكبر
قدام بسببهم.
اتسأل مرة القديس يوحنا ذهبي الفم: "ليه
ربنا سايب الشيطان يغوي الناس وعامل مشاكل وبيوقعهم ويخسروا ابديتهم؟!"
رد عليهم في عدة عظات، بس كان المختصر واللي
فرق معايا اوي " بلاش نظلم ابليس معانا، هو مابيعملش اكتر من انه بيفضح اللي
مش ماشي في طريق ربنا (بيفضح ان الشخص ده سايب ربنا ومش متحد بيه) فابليس مالوش اي
سلطان على المؤمن الحقيقي، لكن اللي بيخرج من دايرة ربنا بمزاجه واحنا مش واخدين
بالنا ابليس بيفضحه بس، لكن مابيسحبوش غصب عنه".
أختم بمقولة للقديس يوحنا ذهبي الفم رداً على
ماذا يؤذي الإنسان؟
"لا يستطيع أحد أن يؤذي الإنسان، ما لم
يؤذي الإنسان نفسه"
وبصلاة نشكر فيها الله على الآلم لأنها دليل
حياتنا ودليل على محبة ربنا لينا عشان ننمو.
"نشكرك يا الله محب البشر على الالم،
عالمين انه ليس قسوة ولا عذاب، لكنه محبة وتأديب، اعطنا ان نتعلم من الآلم
في حياتنا ونعلم ما الغرض منه، طالبين النمو في معرفتك ومحبتك، طالبين مغفرة بسبب
من آلمناهم، طالبين طاقة غفران لكل من أخطاؤا في حقنا.
متشفعين بدم ابنك المسفوك على الصليب وبشفاعة
الروح القدس الذي يشفع فينا بآنات لا ينطق بها"
آمين
http://www.who.int/mediacentre/factsheets/fs101/ar/ لينك منظمة الصحة العالمية عن الجذام
بيت كرمة الوادي – وادي النطرون
15 أكتوبر 2013
No comments:
Post a Comment