القصة دي –أغلب احداثها- مستوحاة من الواقع الأليم - وللمرة التانية-
المكان: كنت طالع كوبري أكتوبر.
الزمان: كان مغربية.
الحالة: حالة المرور كانت مستقرة نسبياً.
طالع من طلعة شبرا ومتجه لمصر الجديدة، وانا خارج من احمد بدوي وطالع الكوبري، اخدتها بسرعة على الملف، ولا في بالي ايه مستنيني بعد ما الف..
صديقة لي قاعدة جنبي هبت في " ايه يا ماك؟!، ماتخدش الملف بسرعة كدة، انت كنت شايف في ايه بعد الملف؟!".
كان عندها حق الصراحة ومافكرتش قبل كدة في الموضوع ده.
فعلاً كان ممكن في الملف الطالع ده اللي مش شايف اخره يكون حد واقف عطلان او ماشي بالراحة او حتى واقف بيتمايص، بغض النظر عن سبب وقوفه او بطئه.... كان ممكن اخيش فيه.
وانا اللي غلطان وقتها.
وفعلاً....
حصل من فترة اني برضه كنت طالع وبسرعة -مفيش فايدة- ولقيت حد في وشي بيتمايص في عربية قدامي فعلاً وكنت هاخيش بجد. ولحقت نفسي والدنيا عدت بسلام.
افتكرت وقتها الكلام مع صديقتي، واني كنت هاخيش في اللي قدامي ونروح انا وهو.
كنت كتبت قبل كدة في "هدي وبص"
"المشكلة اني فكرت وحطيت نفسي مكانه بدماغي انا واقعدت استنتج واتوقع هو هايمشي ازاي
وطبيعي كان استنتاجي غلط...."
المرة دي انا كنت صاحب الفعل مش رد فعل زي المرة اللي فاتت.
مليش دعوة اللي قدامي كان واقف ليه، انا اللي كان عندي الـ action.
الموضوع مكنش مجرد قفز لاستنتاجات زي المرة اللي فاتت.
المرة دي "انا دوست على الكل" كأنني لوحدي، مش حاطت في اعتباري ان فيه "غيري" في "الطريق". وبمنتهى الغباوة كنت هاتخبط مع اللي قدامي، وهاقولها تاني "بغض النظر ابه اللي كان موقفه. مياصة، عطل، دماغ، حالة... اي حاجة، مليش فيه.
النتيجة اني كنت هاضيع اللي قدامي بسبب عدم التفكير غير في "نفسي"، وكمان معنديش صورة كاملة للـ "طريق"
ويا ريت على كدة وبس.
انا كمان مكنش عاجبني وقفة الراجل. ونسيت اني انا اللي غلطان اخد الملفده بالسرعة دي. هو غلطان ومايث مليش دعوة، انا مسئول عن تصرفاتب، وطبعاً تبعه من تصرفات تانية ولوم وشتيمة فيه.
موضوع ان الاهمال وانانية الواحد بيوصلوا انه بيشوط ناس كتير من اللي حواليه، حتى اقرب الناس ليه، مؤلم لابعد الحدود. وبنرجع نندم اننا خيشنا واتأذيت انا واللي قدامي.
محدش عنده رؤية كاملة لأي موقف، ولا معرفة لكل امور الحياة.
محدش عنده control كامل لكل المواقف الحياتية.
كلنا لينا نظرة محدودة وماحدش يعرف يقرا اللي جوة اي حد من أفكار ومشاعر.
ومحدش يعرف اللي قدامه فيه ايه وظروفه في الطريق ايه.
كل واحد مسئول عن نفسه وتصرفاته.
فياريت بلاش فلحصة وكأننا "أبو العُريف" ونقفز لاستنتاجات او امشي ابرطع بغض النظر عن ظروف الناس.
ونتوقع واحنا مش عارفين اللي قدامنا حالته ايه، وايه اللي جواه والظروف اللي حواليه.
عشان التوقع والاهمال كانوا هايخلوني
أخيش....
فبلاش نخبط في بعض عشان كدة الكل خسران...
هدي وبص تاني مرة