Saturday, December 5, 2020

حتى ‏ف ‏الضباب...

زي اليومين دول من سنين (سنة ٢٠١٣)

دي كان واحدة من سنين سودة عيشتها باكثر التجارب إيلاماً، كنت قاعد مع عماد صاحبي ف المهندسين بنتناقش ف مشكلة وسوء تفاهم كان ما بيننا.
اكلنا واتبسطنا وقعدنا على قهوة نتصافى، كعادة الرجالة بمجرد اننا اتقابلنا كانت الدنيا اتصافت....


الوقت بقى نُص الليل ولازم كل واحد يروح لحال سبيله ويمشي.

اخدت "أصيلة" -اول عربية اقتنيها- وهامشي من المهندسين وراجع على بيتي ف المقطم.

مبسوط ان سوء التفاهم اتحل والدنيا وضحت والجو كان جميل جداً "وقتها".

اخدت التليفون وانا ف العربية قبل كوبري الجامعة وبكلم عماد اشكره على اليوم واننا قعدنا نتكلم.

واحنا بنتكلم وانا عند كوبري الجامعة قابلت غموض جديد وغير متوقع
المرة دي مكنش في علاقاتي لكن الجو اللي كان لسة حلو.

قفلت معاه وقلت اركّز ف طريقي

الدنيا مرة واحدة بقيت ضباب وشايف من بعيد الناس بتعمل انتظارز

ودخلت جوة السحابة اللي اول مرة اشوفها. ومش عارف ايه اللي هيحصل
بس قلت اكيد عشان معدي من فوق النيل وشوية وهيروح....

فضلت ماشي براحة... براحة... براحة ومشغل الانتظار. وفعلا خايف م المجهول وخصوصاً اني اول مرة اتحط ف موقف زي ده...

من هنا لهنا وصلت للقصر العيني ولسة الضباب قلت "الحمد لله وهانت، وربنا سترها" 
شوية ووصلت لصور مجرى العيون وحصل اللي مكنتش عامل حسابه.....

الضباب زاد اوي
وفعلاً مكنتش شايف كبوت العربية قدامي.

الدنيا لاهي نور ولا ضلمة، الدنيا ضبابية وفعلاً مش عارف اتجاهي حتى...

وكل شوية اسمع صوت عربيات بتترزع ف بعض وف الرصيف. وناس بتزعق وشتايم.

وانا ماشي براحة.. براحة.. براحة وخايف وعمال احُك ف الرصيف من وقت للتاني.
بس معنديش غير اني افضل ماشي، خايف اقف وحد يخبطني من ورايا.
معتمد على شوية نور قدامي، ف عربية سابقاني، يادوب وميض، لكن مش شايف تاني...

مجاش ف بالي غير حاجة واحدة، العربية اللي قدامي مش مروّحة معايا، هو ماشي ف طريقه وشوية ومش هيبقى معايا.
هاجي عند مطلع المقطم وامشي ازاي ف الضباب، مع كل المنحنيات المنحدرة....

ماهو يا اما الاقي اللي يشاركني الطريق ونطلع، او ممكن مع اي غلطة الاقي نفسي وقعت من الطريق، و ف سفح الجبل هتكون النهاية....

مكنش عندي فعلا اي امل او تصور هكمل ازاي
وقلت معنديش غير اني اكمل مشي، اكمّل او اقع والبقاء للاقوى 🤣

وفعلا شوية ولقيت اللي قدامي بيضرب كلاكسات كتير مفهمتش هو بيحذرني ولا حصل مصيبة قدام ولا ايه... بعد كدة دخل يمين ناحية المنيل تاني وانا لازم اخش لأمؤاخذة شمال ف صلاح سالم واكمل للمقطم....

وقلت معنديش حل هكمّل وبالعافية وصلت كوبري السيدة عائشة. وطلعته وانا سامع فواصله البايظة وباستحضر صورة الاتوبيسات والعربيات اللي بتقع منه وبتقفل المنطقة...

وقلت "انا لو هنا كدة، هعمل ايه على مطلع المقطم..؟!!!"

مشيت وانا مرعوب
يادوب وصلت لنُص الكوبري والضباب اختفى ولقيت نفسي ماشي ونور كام عمود موجود والمباني القديمة اللي شكلها قبيح، فرحتي اني شفتها تاني مكنش تتوصف...

قلت يا ترى هيحصل ايه قدام، وبرضه مكنش عندي غير اني اكمل وانا فرحان واللي يحصل

بصيت ورايا لقيت الضباب، شكرت ربنا اني عديت، مفيش غير شوية خرابيش في الكاوتش من الحك في الرصيف ف الضباب، وذكرى وتجربة عمري ماهنساهم.

رجعت البيت وقلت لازم اكتب كل اللي حصل.

ممكن اكون كتبت من اللي حصل شوية.


لكن مفيش سطور ممكن تشرح احساسي، من كوكتيل خوفي من المجهول، مع كل اللي حصل للواحد من تجارب ووجع وخيانة واكتشاف حقيقة كتير من اللي حواليا، في ٣ سنين بس الواحد شاف ضباب ووضوح، غيوم وصفاء..


كتير مبنشفش الواضح - لأنه معانا دايماً- ، غير لما نتحط ف ضباب، بس ساعتها بيسيب اثر فينا ويرعبنا و أثر حوادث وتخريب

مع ان الطريق واحد وماشي عليه ١٥ سنة وحافظه وباكره زحمته وقبحه، وكنت باتمنى كتير اخلص منه ومشفوش تاني، لكن فرحتي باني قدرت اشوفه تاني كانت سبب فرحة ورجاء اني اوصل لبيتي.

الضباب قبيح وبتاع حوادث، وكَرشة نفس واختناق. لكن لولاه مكنتش هكتشف اني مهما حصل لازم اكمل طريقي بالرغم من خوفي وحالتي المبعثرة.

وان معايا حد او لوحدي، مكمّل حتى ف الضباب...